السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هي بنت عمر بن الخطاب، أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرات.
لما مات زوجها خُنِس بن حذافة (وهو ممن شهد بدرًا ومات بالمدينة) عرضها عمر على أبي بكر، فسكت ؛ فعرضها على عثمان حين ماتت زوجته رُقية (بنت النبي). فقال: لعمر: ما أريد أن أتزوج اليوم. فغضب عمر وذهب يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له النبي: "يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة".
فخطبها إلى عمر (أي طلب منه أن يتزوجها). وتزوجها صلى الله وعليه وسلم، وتزوج عثمان من أم كلثوم أخت رقية. فلما التقى أبو بكر بعمر قال الصديق. لا تجْد عليّ في نفسك (أي لا تغضب مني) ياعمر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لتزوجها.
كانت حفصة صوامة قوامة. لكنها في بيت النبوة ومع الزوجات الأخريات كان لها مواقف. فنصحها أبوها ابن الخطاب: يا بنية، أين أنتِ من عائشة؟ وأبوك من أبيها؟ وفي مرة زجرها قائلًا: إني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله. لا يغرَّنك هذه (أي عائشة) التي أعجبها حسُنا وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها. والله لقد علمْت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلَّقِك.
وكانت تراجع النبي حتى يظل يومه غضبان ؛ ذكر صلى الله عليه وسلم عندها أصحابه الذين بايعوه بيعة الرضوان عند الشجرة (في الحدُيبَيْة) فقال: "لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها". فقالت حفصة: بلى (أي لا) يا رسول الله. فانتهرها. فقرأت الآية: ﴿وَإِن مِنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ﴾- [سورة مريم: الآية 71]. - أي جهنم- فقال النبي: "قال الله: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾[سور مريم: الآية 72].
فلما طلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم- بسبب ما رواه المفسرون لسورة التحريم بالقرآن الكريم، فزع عمر، وأخذ يحثو التراب على رأسه ويقول: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها. ونزل جبريل- عليه السلام - يقول للنبي: "راجع حفصة فإنها قوامة صوامة وإنها زوجتك في الجنة".
كانت تحفظ القرآن كله، ومنعها أخوها عبد الله بن عمر من الخروج، إرضاء للسيدة عائشة - في فتنة موقعة الجمل، فأقامت بالمدينة المنورة عاكفة عابدة صيامًا وقيامًا، إلى أن توفيت في عهد معاوية ودفنت بالبقيع رضي الله عنها.