من أنا حتى يعجبني أو لا يعجبني؟ أنا الفضيلة أنا الغيرة الساكنة في قلب كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أنا العقل السليم أنا الحياة الدافئة بأنوار الشريعة أنا الشرف المولود أنا الحياء الموروث أنا ضفتا العفة أنا الخير الذي يشع على كل بلاد ألتزمتني
أنا الحياة السعيدة.
بعد أن عرفتم من أكون؟ لا أنسى أن أعرفكم من تكون تلك الفتاة التي لا تعجبني ..
إنها فتاة إنها صبية إنها امرأة .. وكيف لا تعجبني؟ أبوح لكم بالجواب إنها فتاة تخلت من أساور الإسلام واستبدلتها بقيود الموضة وسلاسل التبعية إنها فتاة نحرت الحياء ورمت به بعيداً بعيداً
كل يوم تسأل عن الموضة وكل ليلة تساهر القمر تبحث وتفكر في أمور تخالف فطرتها التي فطرها الله عليها أمور تافهة ترى نفسها فوق الآخرين لماذا؟ لا أدري!
قد يكون بتصورها السامج وإعجابها بجمالها الكاذب
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء
نعم! فالجمال ليس كما تتخيله هذه المسكينة التائهة بل الجمال جمال العلم والأدب
أما من مشت في المنحدرات المظلمة والمستنقعات الموحلة الموحشة فهي أقبح ما تكون عند من لا يغتر بالمظاهر
على وجه مي مسحة من ملاحة وتحت الثياب الخزي لو كان باديا
أرجع إلى فتاتنا الصبية وصبيتنا المرأة التي جعلت من نفسها عفناً ينجذب إليه المتسكعون في الأسواق ليلاً ونهاراً لم يودعها ولم يردعهم دين ولا مروءة ولا حياء
إنها فتاة نزعت ذلك القناع الذي بجملها ألا وهو قناع الحياء لم تفكر يوماً من الأيام أن تخدم دينها لم تفكر ساعة في أهوال القبر وعذابه،
قال تعالى: (إنهم كانوا لا يرجون حساباً).
ليس عندها ولا ذرة أمل أو بقايا همة في أن تتمثل بما تمثل به النساء الصالحات لتخدم هذا الكيان العظيم (الإسلام) فترفل في ثياب العز وتنتظرها جنة عرضها السموات والأرض إنما نظرها ماذا لبست الممثلة الفلانية؟وما هي قصة عارضة الأزياء الفرنسية؟
هل يستوي من رسول الله قائده دوماً وآخر هاديه أبو لهب وأين ما كانت الزهراء أسوتها ممن تقفت خطاً حمالة الحطب
يا لها من غافلة خسرت ورب الكعبة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
(صنفان من أمتي لم أرهما قط نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات…) الحديث
فهي مكتسبة اسماً عارية في الحقيقة فيا لها من حسرة في الدنيا وعار بين الأهل والعشيرة يعقبهما عذاب شديد في الآخرة وهي أيضاً مائلة في مشيتها
وفي كلماتها مميلة للسذج من الرجال.
تمر الأيام تترى وهي ساهية لاهية نسيت هذه أن كل يوم يمضي إنما هو نقص من عمرها وكل ساعة تمر تدنيها من قبرها الذي يناديها كل ليلة وهي لاهية ولابد أن تستجيب شاءت أم أبت إن تكلمت تبين سفورها في كلامها قبل وجهها عدوة نفسها ودينها ومجتمعها تتبجح عند مثيلاتها وزميلاتها بما رأت عبر الفضائيات من أمور يستحي المرء من وصفها بل وتحثهن على متابعة تلك القنوات فتبوء بإثمها وإثم كل من رأى بسبها ما رأى.
يا حسرة على النساء !
إني أقول لتلك الفتاة أعلمي أن قبرك الآن ينتظرك وهو إما وإما إما أن يكون روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار فإن كانت الأولى فاسعدي وقري عيناً وإن كانت الثانية فما أشقاك وأتعسك والله فهلا جلست أيتها الفتاة فتدبرت أي الحفرتين مصيرك؟ أي القبرين جزاؤك؟
أيتها الفتاة ألا تذكرين إحدى زميلاتك اللاتي قد تبادلت معها بعض الحديث ثم أخبرت بعد ذلك أنها قد أكملت الأيام التي قدر الله لها أن تعيشها ثم هي بين اللحود ..
فما تظنين أن تقول أو تعمل لو سمح لها بالعودة إلى الحياة؟
وهل فكرت وسألت نفسك: لماذا أخذها الموت وتركني؟
فقد يكون هذا رحمة من الله تعالى لكى فأراد أن يذكرك وحق لمن اتعظ بغيره أن يسمى عاقلاً.
فإن كنتى قد اغترت بمغفرة الله ورحمته فتذكري تلك الآية التي كان يرددها أبو حنيفة رحمه الله تعالى وهو قائم بتهجد آخر الليل فلم يستطع أن يتجاوزها من البكاء خوفاً أن يكون منهم وهو على ما هو عليه من التقوى والخشية وهي قول الله تعالى:
(وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)
أما أنت فقد جمعت عملاً سيئاً مع أمن من عقوبة الله وهذا غاية الخسران يقول الحسن البصري رحمه الله:
إن قوماً آلهتهم الأماني بالمغفرة حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي وكذب لو أحس الظن لأحسن العمل
ثم تلا قول الله تعالى :
(وبدا لهم من الله ما لهم يكونوا يحتسبون).
أختاه يا من ظلمت نفسها لا تغتري بنساء الغرب الفاجرات ومن شاكلهن ممن يعيشن في الحظيرة لا الحضارة فإن أولئك وصفهم الله تعالى بقوله:
(إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)ثم انظري في مآلهم بعد ذلك:
(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون)
وقال تعالى منبهاً لنا نحن المسلمين:
(والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم)
فهل تريدين أن تكوني مثلهم؟ كأني بك وقد اقشعر جلدك وقف شعر رأسك تقولين بملء فيك: معاذ الله. فأرجو أن تقولي بعدها: توبة يا رب.
يا رب هل من توبة تمحو الخطايا والذنوب
وتزيل هم القلب عـنــي والكآبة والشحوب