عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ولدت في الإسلام لم تستنشق أبداً هواء الشرك، ولم تتنفس أبداً هواء الكفر قط نشأت في بيت أبي بكر الصديق، بعد ما دخل الإسلام، ودخلت أمها كذلك الإسلام فترعرعت عائشة في بيت صديق الأمة الأكبر ، ونشأت عائشة في بيت صديق الأمة الأطهر ، تربت على يدي أبي بكر – رضي الله عنه – ثم انتقلت في سن مبكرة من بيت الصديق، إلى بيت النبوة ، إلى بيت النبوة ليواصل النبي صلى الله عليه و سلم تربية عائشة، وليسقيها بمداد الطهر، لتقف عائشة وحدها خلفه في ليلتها لتسمع القرآن غضاً طرياً، من فم رسول الله صلى الله عليه و سلم.
والله لقد رآها النبي صلى الله عليه و سلم زوجاً له قبل أن يتزوجها، والحديث في الصحيحين من حديثها – رضي الله عنها – من حديث أمنا الصديقة بنت الصديق، العفيفة بنت العفيف، الحبيبة بنت الحبيب، الرقيقة حبيبة سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم ورفيقته في جنة رب العالمين كما في صحيح البخاري وغيره الصديقة عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((أريتك في المنام ثلاث ليال، أريتك في المنام ثلاث ليال جاء بك الملك في سرقة من حرير)) . -سرقة: بفتح السين والراء والقاف أي قطعة من حرير- ((ويقول لي الملك هذه زوجتك )).. قال: (( فأكشف فأراك أنت ثلاث ليال )) يقول النبي صلى الله عليه و سلم: فقلت: ((إن بك من عند الله يمضه)).
أي: يمضه الله – عز وجل – (( إن بك من عند الله يمضه )). أي: إن كان ربنا – جل وعلا – قدّر ذلك فسيكون ما قدّر – تبارك وتعالى.
بل أعلن النبي صلى الله عليه و سلم حبه لعائشة – رضي الله عنها – بل هي أحب نسائه إليه بعد خديجة رضي الله عنهن جميعا، وأعلن النبي صلى الله عليه و سلم ذلك وعلمت الأمة ذلك، حب النبي لعائشة.
وأنا أسأل : هل يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا طيباً ؟! والله ما أحب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الطيب.
روى البخاري ومسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك ؟ قال ((عائشة)) هكذا – أي الناس أحب إليك ؟ قال ((عائشة)) ، فقال عمرو : من الرجال ؟ قال : ((أبوها)).
قال الإمام الذهبي في كتابه الماتع ((سير أعلام النبلاء)): وهذا خبر صحيح ثابت رغم أنوف الروافض ، فلقد أحب النبي صلى الله عليه و سلم من الأمة أبا بكر – رضي الله عنه – وأحب النبي عائشة.
قال : وما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليحب إلا طيباً فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه و سلم كان حرياً أن يكون بغيضاً لله ولرسوله .
فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه و سلم كان حرياً أن يكون بغيضا لله ولرسوله .
الله سبحانه يحب رسوله ويحب ما يحبه رسوله ، ورسولنا يحب الصديق رضي الله عنه – ويحب عائشة – رضي الله عنها – فمن أحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فليحب الصديق، وليحب ابنته الحصَان الرَزان الطاهرة الصديقة المبرأة من فوق سبع سماوات .
تعلم الدنيا كلها حب النبي صلى الله عليه و سلم لعائشة ، بل لقد علم المسلمون من الصحابة ذلك فكانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة تقرباً لرسول الله صلى الله عليه و سلم وإرضاءً له .
يمر النبي صلى الله عليه و سلم على نسائه ، وفي يوم عائشة ، من أراد من الصحابة أن يقدم هديثة للحبيب صلى الله عليه و سلم يتحرى يوم عائشة وهو يريد بذلك أن يطيب خاطر وقلب رسول الله صلى الله عليه و سلم فدبت الغيرة في قلوب نساء رسول الله صلى الله عليه و سلم والحديث في الصحيحين من حديث عائشة – رضي الله عنها – فاجتمع نساء النبي صلى الله عليه و سلم - رضي الله عنهن – اجتمعن وقلن لأم سلمة: يا أم سلمة إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة ، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة, فكلمي رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان أو حيثما دار.
تقول أم سلمة – رضي الله عنها - : فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأعرض عني قالت: حتى جاءني الثانية أي في نوبتها الثانية، بعد تسع ليال قالت: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأعرض عني قالت: حتى جاءني الثالثة بعد تسع ليال أخرى، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم لأم سلمة: (( يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، لا تؤذيني في عائشة، فوالله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها )).
يا الله ! يا الله ! (( فوالله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها )) مَنقبِة من الله جل جلاله – كرامة من الله – جل وعلا – لعائشة، ومنقبة عظيمة لعائشة (( فوالله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها )) .
فلما رأى نساء رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضي الله عنهن أن أم سلمة لم تستطع إقناع رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك أرسلن إليه حبيبة قلبه فاطمة بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم والحديث في الصحيحين، فذهبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقالت: يا رسول الله إن نساءك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، إن نساءك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، - أي في عائشة: اسمع ماذا قال النبي صلى الله عليه و سلم لحبه لحبيبته لشبيهة أبيها لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضي الله عنها – قال النبي صلى الله عليه و سلم لفاطمة : (( ألست تحببين ما أحب ؟ )) قالت: بلى يا رسول الله يعني أحب ما تحب فقال لها: (( فأحبي هذه )) يعني: فأحبي عائشة (( ألست تحببين ما أحب ؟ )) قالت : بلى يا رسول الله يعني أحب ما تحب فقال لها : (( فأحبي هذه )) وأشار إلى عائشة.
هذه مكانة عائشة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم .
مقتبس من خطبة للشيخ محمد حسان