السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام علي سيد المرسلين وبني ادم أجمعين نبينا محمد وعلى اله وأصحابه الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه وذريته وآل بيته ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا يا رب العالمين .
وبعد :-
قال تعالى (في قلوبهم مرض ).(سورة البقرة :آية 10)
وقال تعالى (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ).(سورة النساء :آية 142)
وقال تعالي (ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون )(سورة التوبة :آية 54).
وقال سبحانه وتعالى (مذبذبين بين ذلك )(سورة النساء :آية 143).
وسمي المنافق منافقا لأنه يستر كفره ويغيبه فشبه بالذي يدخل النفق وهو السرب فيستتر به .
وقيل :سمي من نافقاء اليربوع فان اليربوع له جحر يقال له :النافقاء وآخر يقال له القصعاء فإذا طلب من القصعاء قصع فخرج من النافقاء كذا المنافق يخرج من الإيمان من عير الوجه الذي يدخل فيه .
• عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ((ثلاث من كن فيه فهو منافق من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان ))هذا حديت صحيح .
• عن عبد الله بن عمرو :أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ((أربع من كن فيه كان منافق خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ))هذا حديت متفق علي صحته أخرجه مسلم .
• وعن انس رضي الله عنه قال :قلما خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا قال ((لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ))هذا حديت حسن.
• قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :لا يغرنك صلاة امرئ ولا صيامه من شاء صلى ومن شاء صام ولكن لا دين لمن لا أمانة له .
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ((أكثر منافقي أمتي قراؤها )).
قال سفيان الثوري :ما شبهت القارئ إلا بالدرهم المزيف إذا كسرته خرج ما فيه .
قال أبو سليمان الخطابي علي قوله ((آية المنافق ثلاث ))هذا القول إنما خرج علي سبيل الإنذار للمرء المسلم والتحذير له أن يعتاد هذه الخصال فتفضي به إلى النفاق لا أن من بدرت منه هذه الخصال أو فعل شيئا من ذلك من غير اعتياد أنه منافق .
والنفاق ضربان :أحدهما :أن يظهر صاحبه الإيمان وهو مسر للكفر كالمنافقين علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم .
والتاني :ترك المحافظة علي حدود أمور الدين سرا ومراعتها علنا فهذا يسمى منافقا ولكنه نفاق دون نفاق كما قال النبي صلي الله عليه وسلم ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ))وإنما هو كفر دون كفر .
وأما بنو يعقوب فكان ذلك الفعل منهم نادرا ولم يصروا عليه بل تابوا وتحللوا ممن جنوا عليه وسألوا أباهم أن يستغفر لهم فلم تتمكن منهم صفة النفاق .
وقوله ((أكثر منافقي أمتي قراؤها ))فهو أن يعتاد ترك الإخلاص في العمل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل الله أن يثبتني وإياكم بالقول الثابت ولا يظلم أبصارنا وبصائرنا ولا يجعلنا قوما انحرفوا عن منهج الله واشتروا معاصي الله وغفلوا عن آيات الله فعموا وصموا وابتعدوا .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين .