قالت صحيفة بريطانية إنها اطلعت على أدلة تثبت أن الجيش الإسرائيلي استخدم الفوسفور الأبيض في قصفه مناطق آهلة بالسكان في غزة, مشيرة إلى أن ما توصلت إليه يتطابق مع تأكيدات منظمة هيومن رايتس ووتش الإنسانية الأميركية بهذا الخصوص.
وذكرت تايمز أن أكثر من خمسين شخصا يعانون حروقا سببتها مادة غامضة وصلوا مستشفى ناصر جنوبي مدينة خان يونس, ونقلت في هذا الصدد عن مدير المستشفى يوسف أبو الريش قوله إن تلك الحروق ناجمة عن تعرض هؤلاء الضحايا للفوسفور الأبيض.
وتحظر معاهدة جنيف لعام 1980 استخدام هذه المادة سلاحا بالمناطق المدنية إلا أنها لا تحظر استخدامها للإضاءة أو التعتيم على تحركات القوات, وينبعث من هذه الأسلحة دخان أبيض كثيف يمكن أن يسبب حروقا مروعة تذيب لحم الإنسان فوق عظامه بمجرد ملامستها للجلد.
الصحيفة قالت أيضا إن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نفى لها الأسبوع الماضي نفيا قاطعا استخدام قواته الفوسفور الأبيض, لكن مكتب نفس المتحدث رد أمس على هذه الاتهامات قائلا "ليس من سياستنا تحديد تفاصيل ما يجري في عملياتنا العسكرية ولا تحديد ماهية الأسلحة التي نستخدمها وإن كانت لا تخرج عن إطار القانون الدولي".
وكانت تايمز قد كشفت من خلال الكود التجاري الموجود على أحد القاذفات أن ما تستخدمه إسرائيل من هذه الأسلحة حاليا تم تجميعه في مصنع باين بليف الأميركي الذي يتم تصنيع كل الأسلحة الفوسفورية الأميركية فيه, وذلك في سبتمبر 1991 وتولت صناعته شركات تشامبرلاين مانفكتشرينغ وجنرال داينميكس وتاكتيكال سيستمس.
ويمكن تفجير الفوسفور الأبيض في الجو أو على الأرض وتنبعث منه رائحة شبيهة برائحة الثوم, وعند استخدامه في الجو عادة (للتعتيم على تحركات الجنود) تكون رقعة انتشاره أكبر، مما يعني تسببه في حرائق أكثر.
وقد أكدت هيومن رايتس ما ذهبت إليه تايمز, فقد نسبت صحيفة فايننشال تايمز لهذه المنظمة الإنسانية دعوتها تل أبيب لوقف استخدام هذه المادة المروعة في المناطق السكنية بقطاع غزة.