إن القرآن العظيم يؤكد وجود هذه الحياة على كواكب أخرى في
السماء، يقول عز وجل: (ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من
دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) [الشورى: 29].
حتى إن اجتماع هذه
المخلوقات هو أمر وارد، ودليل ذلك قوله تعالى: (وهو على جمعهم إذا يشاء
قدير). وقد يكون عدد المخلوقات في السماوات أكبر بكثير مما هو عليه في
الأرض وانظر معي إلى هذه الآية الكريمة: (ولله يسجد ما في السماوات وما في
الأرض من دابة) [النحل: 49] .
حتى إن محاولات العلماء في اكتشاف نوع من
أنواع الحياة على ظهر كواكب المجموعة الشمسية لا يزال مستمراً. وكما نعلم
جميعاً استمرار العلماء في إرسال المسابر الفضائية غير المأهولة لكواكب
مثل كوكب المريخ، هذا المسبار يحتوي على مختبر وأجهزة تصوير وتحليل يستطيع
أخذ عينات من سطح المريخ مثلاً وإرسال بيانات عنها للأرض. وقد يأتي ذلك
اليوم عندما تجتمع فيه مخلوقات الأرض مع مخلوقات من الفضاء وهذا ما لا
يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى: (وهو على جمعهم إذا يشاء قدير).
وعندما
نسمع العلماء يتحدثون عن حياة في الفضاء الخارجي، نجد أن القرآن قد سبقهم
للحديث عن ذلك، ألا يستحق منا هذا القرآن أن نعطيه كل وقتنا وحياتنا؟
(أفلا يتدبّرون القرآن؟؟؟).
لقد دلَّت جميع البحوث الكونية على وجود
الحياة في الكون. ففي هذا الكون أكثر من مئة ألف مليون مجرة، وفي كل مجرة
أكثر من مئة ألف مليون شمس كشمسنا. فيكون احتمال وجود كواكب هو احتمال قوي
جداً واحتمال الحياة على ظهرها هو أيضاً احتمال قائم وممكن.
فالأحجار
النيزكية المتساقطة من الفضاء على الأرض تحمل آثاراً بدائية للحياة. وكذلك
وجود آثار للماء على سطح الكوكب الأحمر (المريخ) مما يعزز فرضية وجود
حياة.
هذه الحقائق العلمية لم تترسخ وتأخذ مكانها في البحث العلمي
إلا في نهاية القرن العشرين. ولكن كتاب الحقائق ـ القرآن ـ له حديث مؤكد
عن إثبات هذه الحقيقة من خلال قول الحق عز وجل عن آياته في السماء والأرض:
(وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا
مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى:
29].
وانظر إلى قوله تعالى في هذه الآية: (فِيهِمَا) أي في الأرض
والسماوات، وهذا دليل على وجود الحياة في خارج الأرض. وهنا نطرح سؤالاً
لهؤلاء المشككين بصدق كتاب الله وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم: من الذي
عرَّف محمداً عليه الصلاة والسلام بحقيقة وجود الحياة في خارج الأرض؟
ثم
إن القرآن يؤكد حقيقة ثانية وهي إمكانية اجتماع هذه المخلوقات! إن سعي
العلماء اليوم وتكبدهم التكاليف الباهظة في سبيل رؤية مخلوقات كونية
والاجتماع معها: أليس تطبيقاً لهذه الآية التي نزلت قبل أربعة عشر قرناً؟
ونعود
فنتأمل البيان القرآني عن آيات الله في خلقه، يقول تعالى: (ومن آياته خلق
السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير)
[الشورى: 29]. والسؤال: أليس القرآن كتاباً يواكب التطورات العلمية
دائماً؟ فعندما يتحدث العلماء عن نهاية للكون مثلاً تجد أن القرآن قد تحدث
عن هذا الأمر! وعندما يتحدث العلماء عن دخان ساد الكون قبل بلايين السنين
نجد أن القرآن قد تحدث عن هذا الدخان.
واللة اعلم.